أحمد رفعت
دخل محمد حسنين هيكل الي مكتب الرئيس عبد الناصر بعد ساعات من وفاة القيادي الشيوعي شهدي عطيه الشافعي في السجن ، قال لعبد الناصر : " الرجل مات بعد ان ضربه جنديا بقدمه في منطقه حساسه ادت الي وفاته " يضيف هيكل حرفيا : ( واشهد ان ثوره جمال عبد الناصر علي ما سمعه مني كانت عارمه ، رفع سماعة التليفون، واتصل بوزير الداخليه، وروي له ما سمع مني، ثم اضاف بالحرف " اذا كان ذلك يمكن ان يحدث في عهد الثوره فالاشرف والله ان نفضها سيره " وطلب عبد الناصر تحقيقا وطلب حسابا، وكان مدير مصلحة السجون نفسه اول الضحايا، واحيل للمعاش بعدها بثلاثة ايام !
القصه الاخطر ذات الدلاله والاهميه في مواجهة الفاسدين الحقيقيين، هي كالتالي : ذهب توفيق الحكيم ، اعظم كتاب مصر، الي محمد حسنين هيكل واعطاه قصه جديده كتبها- قصه شهيره جدا تحولت الي مسرحيه اسمها بنك القلق - وقال له انها ليست للنشر وانما ليقرأها بشكل شخصي ! قرأ هيكل القصه وكانت نقدا شديدا لكل اوضاع وتجاوزات السلطه في مصر الا انه قرر نشرها ، وما هي الا ساعات من نشر اول فصولها حتي قامت القيامه في مصر عليه وعلي الاهرام، يقول هيكل حرفيا : ( اتصل بي جمال عبد تلناصر يقول لي انه لم يقرأ ما نشرناه من قصة الاستاذ توفيق الحكيم ويطلب عند ذهابي اليه نسخه مما نشر لكي يقرأها لأن كثيرين احتجوا لديه علي نشرها ، وذهبت اليه وكان عبد الحكيم عامر معه، ولم اكد ادخل حتي راح عامر يهاجم نشر القصه، ويطلب وقف بقية فصولها، لانهم جميعا يعتبرونها تعريضا بهم " ويكمل : ( وقلت له، من هم الغاضبون ؟ وذكر اسماء رجال اقوياء علي قمة اجهزه الامن وقتها ، وامسك عبد الناصر بفصل القصه المنشور ، الذي جئت به معي وقال لعبد الحكيم عامر، انتظر حتي اقرأه ، وراح يقرأ وعبد الحكيم عامر ينظر الي بين الوقت والاخر، ويهز رأسه رفضا، وانا اهز له رأسي ان انتظر ، وفرغ جمال عبد الناصر من قراءته، ثم التفت الي يقول : " انها قاسيه " وقفز عبد الحكيم عامر الي الفرصه يقول " يجب وقف نشرها " لكن التفت الي ناحية جمال عبد الناصر واذا هو يقول : " ... ان توفيق الحكيم في العهد الملكي استطاع ان ينتقد المجتمع المصري في كتابه يوميات نائب في الارياف، ولا اتصور في عهد الثوره انه لا يستطيع ان ينتقد ما يراه مستحقا للنقد في حياتنا " ويختتم هيكل : ( ونشرت القصه كامله.. حلقات بعد حلقات )!!
الان وقد فرغنا من الروايتين نقول: ان الهدف منهما ليست التسليه بطبيعة الحال، لكن هكذا كان الرجل الذي يغير مجري التاريخ ويعيد في مصر كتابته ويحكم بالشرعيه الثوريه ، هكذا كان حاله، وعلي عكس ما يريد السيد فريد الديب ومن معه تصويره، وكأنه جبار الجبابره، لا قانون ولا انسان، في عهده، رغم ان تحولات الثوره كلها كانت من اجل الملايين الذين حرموا قبلها طويلا من كل شئ حتي كان محاربة الحفاء مشروع المصريين القومي !!
سنكمل رواياتنا ردا علي الديب، الذي يدعمه رجال اعلام لا يناقشونه في شئ واغلب كلامه مغالطات في مغالطات، ويبقي القول اننا وفي طريقنا للروايه الاهم وهي " مذبحة القضاة " ننقل من كتاب هيكل الاشهر " لمصر لا لعبد الناصر " والذي صدر في ظل اشتعال الحمله علي جمال عبد الناصر عام ٧٦ ، سينمائيا وصحفيا وروائيا ومسرحيا واذاعيا، شارك فيها الاخوان وكل من اضيروا من عهد الرجل، وكل من وردت اسماؤهم في الرويات المذكوره كانوا علي قيد الحياة، ولم يعترض واحد ولم يلجأ منهم واحد للقضاء، وملف قضية شهدي الشافعي موجود، كما ان نسخ " بنك القلق " موجوده هناك ، علي ارفف ارشيف الاهرام العظيم، ديوان المصريين المعاصر " تشهد بالكذب، علي الكاذبين !!
وللحديث بقيه..
