أحمد رفعت
يتكلم فريد الديب دائما وكأنه يمتلك الحقيقه المطلقه، ويتكلم فريد الديب دائما - والذي نعتذر للقراء عن تاجيل حلقات تجديد الخطاب الديني للرد عليه بناء علي طلب عدد منهم - وكأن لا احد سيراجعه او سيعقب عليه وخصوصا انه يدعم بالحق احيانا وبالباطل غالبا من عدد من الاعلاميين يرون في استضافته ما يثير فضول الناس خصوصا وانه اعتاد ان يلوك لسانه عددا محددا من الموضوعات يروح بها ويجئ دون حسيب او رقيب حتي بات الرد عليه ضروريا، فلم يعد مقبولا ، بكل الظروف الممكنه الصمت علي تحريف التاريخ والعبث به علي النحو الذي اعتاده الديب، فالتاريخ ملك للامه وللاجيال ولهذا البلد العظيم، ويمكننا قبول الاختلاف في الاراء، في وجهات النظر، حتي الاختلاف الحاد بل والعنيف، انما التاريخ حقائق استقرت، حتي لو اختلفنا حول تقيمها، فحرب اكتوبر تاريخ ، تقييمه اراء نختلف عليها، نكسة ٦٧ تاريخ، اسبابها اراء نختلف عليها، وهكذا..
والاستاذ الديب، الذي يجمع كل المتناقضات في حديث واحد وبابهار منقطع النظير، فمبارك مثلا عنده تسلم البلد خربه وبناها من جديد، لكنه يشيد دائما بالسادات الذي انجز الكثير! ولا نعرف هل انجز السادات الذي وعد بالرخاء واستقبل المعونات الامريكيه واعاد فتح قناة السويس وبدأ دخلها يصب في الاقتصاد الوطني، ام لم ينجز شيئا وترك البلد خربه وبناها مبارك من جديد ؟؟!! ايهما يعني ؟؟ لا نعرف !!
هل اقترب فعلا الضباط الاحرار - احدهم او بعضهم او كلهم - من اذن جمال عبد الناصر ليقول له ان علينا ان نغير مصطلح " الحركه المباركه " ونطلق مصطلح " الثوره " لأنه افضل كما قال الديب في المرافعه ، ام ان الدكتور طه حسين عميد الادب العربي هو اول من اطلق عليها ذلك كما هو الثابت تاريخيا ؟؟!!
ولا نعرف - فيما لا نعرف من مدهشات الديب - وقد تحول مصطلح الحركه الي ثوره في الاسابيع الاولي منها، هل كان منطقيا ان يشي احدهم او يقترح علي جمال عبد الناصر ام علي محمد نجيب ؟! الم يكن نجيب هو قائد الثوره في عرف الديب ؟ ام هو جمال عبد الناصر كما هو في عرفنا وعرف خصوم الديب ؟
علي كل حال ، سنفتح ملف عبد الناصر والقضاء من خلال القصه التاليه لعدو الديب الكبير محمد حسنين هيكل، ولكن الفرق الكبير ان هيكل يقدم كعادته في كتبه الادله علي ما يقول، ومنهم الروايه التاليه التي رواها في كتابه الشهير " لمصر، لا لعبد الناصر " وقد صدرت طبعته الاولي عام ٨٧ وكان اغلب اطراف الواقعه علي قيد الحياة ولم يكذبها احد، لا من طرفيها الاصيلين، ولا من الديوان الملكي السعودي .. تقول القصه :
استدعي الرئيس جمال عبد الناصر هيكل علي عجل، اعطاه خطابا من العاهل السعودي وقتها سعود بن عبد العزيز، يطلب منه التدخل في احدي القضايا المنظوره امام القضاء المصري الشرعي وقتها، الدعوه مرفوعه من ملكة مصر السابقه ناريمان، ضد زوجها ادهم النقيب ، تطلب الطلاق، وكانت بالطبع قد تزوجته بعد طلاقها من الملك فاروق، قال ناصر لهيكل حرفيا وكانت العلاقات جيده جدا وقتها بين الملك والرئيس ، : " انني اريد ان اجامل الرجل في اي شئ يطلبه مني ، ولكنه قصدني حيث لا استطيع ان اجيب طلبه، ولا اعرف كيف ارد عليه، وهل سيصدقني اذا قلت انني لا استطيع ان اتدخل في اعمال محكمه شرعيه ؟ وكيف اتدخل ؟ " !
كامت ناريمان قد لجأت للملك، ووعدها بدعمها ومساندتها كما تقول اصول الشهامه العربيه، وكان ادهم النقيب قد لجأ هو الاخر للقضاء، يطلب الملكه في بيت الطاعه، بل وحصل علي حكم بذلك، ويقف زعيم العرب غير قادر علي تلبية ملك عربي كبير، لأن في الطلب مساسا بالقضاء!!
القصه كاملة في الكتاب بصفحة ٦٩ ونكرر ، رويت كامله واطرافها علي قيد الحياة ولم يكذبها واحد، ولا حتي لم يكذبها احد بعيدا عن اطرافها، وسنتخذها مدخلا، لنرد علي تاريخ يكتبه الديب بنفسه، وسنثبت له ايهم كان الاكثر احتراما للقضاء علي عكس كل ما يشاع، وعلي خلاف كل ما يتردد من اكاذيب، ومن منهم ،من تدخل لالغاء احكام بالطريق المباشر ومن منهم كان اول من سحل القضاة في عهده، امام ناديهم، وعلي قارعة الطريق ، في سابقه هي الاولي في مصر وربما في العالم وللحديث بقيه !
