احمد رفعت
نلتمس من القارئ العزيز الصبر علي القصتين التاليتين ففيهما دلالات مهمه ..
ففجأه قررت وزارة الخارجيه احالة وكيلها السفير حسين عزيز الي المعاش !
وافق جمال عبد الناصر علي الفور او للدقه كان هو صاحب القرار ! تقول التفاصيل :
جاءت رساله عاجله من الزعيم الهندي " نهرو " الي الرئيس " ناصر " تقول انه تلقي تقريرا من سفيره بالقاهره يقول فيها انه التقي بالسفير حسين عزيز وفوجئ ان يقول ويتبني سياسات عكس السياسه الخارجيه المصريه تماما، بل انه كان قاسيا في الخصومه معها، بل وكان يعرض بها امام الاخرين ! بينما يري " نهرو " ان علي مصر في سياستها الخارجيه وفي مثل ظروفها ان تتحدث بلسان واحد، وصوت واحد، وان من الحظ ان كان حديث السفير عزيز مع سفير الهند وهي دوله صديقه لمصر وانما كل ما يخشاه ان يكون ذلك يحدث مع سفراء دول اخري بالقاهره !
وبالطبع فالجميع يعلم ان الدبلوماسيون مثل ضباط الجيش، عليهم تنفيذ الاوامر وانجاز المهام وحسب، لذلك عندما يراجع محمد حسنين هيكل الرئيس عبد الناصر في اسباب القرار وخصوصا انه وكما يقول كان يقدر جدا السفير عزيز وبعد ان يروي له القصه السابقه ويقول : " اذا كان لديه اعتراضا علي السياسه الخارجيه فكان عليه ان يناقش الامر مع وزير الخارجيه الدكتور محمود فوزي، واذا لم يقتنع بها فعليه بعدها ان يطلب نقله من منصبه او ان يستقيل ، اما ان يرسم بنفسه السياسيه الخارجيه للحكومه المصريه ويهاجمها مع السفراء الاجانب فهذا ما لا يمكن قبوله " !
اليكم ايضا هذه القصه :
يصدر قرار مفاجئ باقالة الاقتصادي الكبير السيد احمد ابو العلا نائب محافظ البنك المركزي !! الرجل طيب السمعه ومن الاقتصاديين الاكفاء، الا ان قرار الاقاله يعرض علي جمال عبد الناصر ويوافق عليه علي الفور ! وهنا ايضا تقول التفاصيل : كان احد المسئولين في السفاره البريطانيه موضوعا وقتها ولاسباب امنيه تحت المراقبه ، وفي سجلات المراقبه باحدي المؤسسات الامنيه المهمه التي دائما حصن امان المصريين، ورد التفريغ النصي لاحدي التسجيلات يقول ، ان اتصالات تتم بين ابو العلا والدبلوماسي البريطاني، وفي احداها جاء النص التالي : " ان معلوماتنا ان حالتكم الاقتصاديه سيئه، .. معلوماتنا ان ارصدتكم من النقد الاجنبي لم تعد تزيد الان علي عشرة ملايين جنيه ، ؟ وجاء رد ابو العلا، " الموقف اسوأ بكثير، امامي الان اخر التقارير عن اوضاعنا، رصيدنا لا يزيد عن مليونين وربع "!!
الان نسأل : بعد رحيل جمال عبد الناصر، وفتح الباب واسعا لتشويهه ، بتحالف واسع من الاخوان ومنافقي العهد الجديد وبرضا امريكي كامل، ماذا يمكن ان يقول مثل هؤلاء المسئولين عن عهد عبد الناصر؟ تخيلوا لو ان حوار صحفيا اجري معهم، او حوارا عائليا مع اقاربهم ، او مقالا اتفقوا علي كتابته في بعض الصحف ماذا سيقولون عن عبد الناصر ؟ وكم واحد مثل هؤلاء خرجوا لاسباب تتعلق بامن مصر والمصريين وكرامتهم وليس امن عبد الناصر من قريب او من بعيد وصنعوا من انفسهم ابطالا يزعمون انه تم فصلهم وتشريدهم لاختلافهم مع النظام ؟! لا ننكر انه كانت هناك تجاوزات لكن هل عرفتم كيف كانت اسباب اغلبها ؟ والي كم قصه مثل هؤلاء يستند السيد الديب والذين معه ؟؟!!
وقبل ان تنتهي عزيزي القارئ من السطور التي بين يديك في سلسلة حلقاتنا عن الاستاذ فريد الديب، لك ان تعرف ان هيكل راجع عبد الناصر في قضية السيد احمد ابو العلا معتقدا ان في الامر ثرثره مع الدبلوماسي البريطاني بحسن نيه، وابلغه ان الامر ليس كذلك علي الاطلاق !! اما السفير حسين عزيز، فقد لجأ للقضاء طاعنا علي قرار احالته للمعاش، وكان صعبا ان تفشي الحكومه امام المحكمه اسرار المراسلات بين رئيس الدوله، ورئيس دوله اجنبيه، فحكم مجلس الدوله للمذكور بالعوده الي العمل !!
ها هو القضاء الذي يكذبون ويكذبون ويزعمون انه كان مهانا وتحت سيطرة عبد الناصر !!
وللحديث بقيه ..
ملحوظه : المقال السابق بالاسماء، والمناصب، والقضايا كامله في ارشيف القضاء لمن يريد، اي اننا لا نتكلم كلاما في الهواء كما يفعل الاخرون، واولهم بالطبع الاستاذ الديب !!
