فى صيف سنة 1956 ذهبنا للاسكندرية فى نفس البيت الذى كنا فيه فى الصيف السابق . وقت الاحتفال بأعياد الثورة وقبل 23 يوليه رجعت والأولاد للقاهرة كما هى عادتنا ، وفى 25 يوليه ذهبت الى اسكندرية مرة أخرى . وفى يوم 26 يوليه فى المساء حضر الرئيس للاسكندرية لالقاء الخطاب فى ميدان المنشية ، وبعد أن صافحنى قال إنه عنده اجتماع مع الوزراء فى الصالون فى البيت ، وسيحضرون بعد قليل . وكنت سأذهب لسماع الخطاب فى عمارة بجوار المبنى الذى سيكون فيه الرئيس فى ميدان المنشية . خرجت .. وهو لا زال مجتمعا مع الوزراء فى الدور الأول فى الصالون ، وذهبت قبل وصوله وجلست فى شرفة لأراه وأسمعه وهو يلقى الخطاب . حضر جمال وألقى خطابه التاريخى . بعد رجوعى للبيت حضر الرئيس وجاء كثير من الزوار ، وامتلأ الدور الأول وظل معهم ثم صعد للدور الثانى .. ولم ينم وظل طول الليل يتحدث بالتلفون وقال لى : لم يكن أحد من الوزراء يعلم بتأميم القناه غير اثنين .. والباقى ذهل عند سماعه الخبر ونحن مجتمعين فى الصالون . وحدثنى عن كلمة السر دلسبس .. فقلت له : عندما كنت تذكر دليسبس - وقد قلتها عدة مرات - كنت أقول فى نفسى لما يتحدث عن ديلسبس ؟ وكانت المفاجآه عند سماعى بتأميم قناة السويس .. وسمعته بصوته ونبراته الرنانة وهو يقول قرار من رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس . . . . . . . . أمضى الرئيس ليلتان فى اسكندرية فى اتصالات وشغل متواصل ثم رجع للقاهرة .