الستينيات و ما ادراك ما الستينيات
قائمة الموقع
فئة القسم
الرد على الاتهامات الموجهة لعهد ناصر [64]
حقيقة اعداء ناصر [17]
قالوا عن عبد الناصر [81]
عبد الناصر الغائب الحاضر [9]
مواقف من حياة الزعيم [33]
عبد الناصر ... حكاية شعب [17]
من مقولات الزعيم [42]
عهد فاروق و الملكية [0]
صندوق الدردشة
تصويتنا
قيم موقعي
مجموع الردود: 25
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
الرئيسية » ملفات » عبد الناصر الغائب الحاضر

ثورتا 23 يوليو و25 يناير وجهان لأهداف واحد
07.22.2013, 6:20 AM

يرى مؤرخون وسياسيون وقياديون في ائتلافات شباب الثورة، أن ثورتي 23 يوليو و25 يناير وجهان لمسببات وأهداف واحدة . وقال هؤلاء ل”الخليج” إنه من الخطأ الكبير القول إن إحداهما جاءت بعيدة الصلة عن الأخرى، وذلك لتشابه الظروف الموضوعية التي أشعلت فتيل الثورتين، لافتين إلى أن ثورة 23 يوليو قامت في مواجهة فساد حاشية الملك وسيطرة رأس المال على الحكم، وإنهاء الاحتلال والقضاء على الإقطاع، وهي مسببات مشابهة لثورة 25 يناير التي رفعت شعار "خبز . . حرية . . كرامة إنسانية” .


أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس جمال شقرة قال: إن التاريخ لا يعرف الفجوات والفوارق الزمنية، وبالتالي من الخطأ الكبير القول إن ثورة 25 يناير جاءت بعيدة الصلة عن تاريخ مصر الحديث والمعاصر، معتبراً أن ثورة 25 يناير إحدى حلقات النضال المصري الممتد عبر الزمن وجزء من تاريخ الثورات المصرية، حيث إن بانوراما حركة التاريخ تؤكد التواصل . والحديث عن أن ثورة 25 يناير جاءت منفصلة عن ثورة جمال عبدالناصر يفقدها الكثير من خصوصيتها، كون الثورتين تتقاربان من حيث الظروف الموضوعية والأهداف المرجوة .


أضاف أن ثورات مصر المتصلة جاءت نتيجة كفاح الشعب المصري من أجل العزة والكرامة والحرية والاستقلال في حالة وجود مستعمر أجنبي، أو من أجل التحديث والتطوير والتنمية، والادعاء بانقطاع التواصل بين الثورات المصرية لا يقوم على أسس علمية، فثورة 1919 ولدت وتفجرت لتحقيق الأهداف التي أخفقت في تحقيقها ثورة أحمد عرابي، وثورة 23 يوليو تفجرت لعدم إنجاز أهداف ثورة ،1919 وكذلك جاءت ثورة 25 يناير لتستكمل ما حدث من ردة على ثورة 23 يوليو، وهي جاءت لتصحيح المسار الذي انحرف بثورة يوليو بعد تولي السادات الحكم ومن ثم مبارك، حيث عانى الشعب المصري معاناة شديدة بعد انحراف السادات ومبارك عن مبادئ ثورة يوليو .


وشدد شقرة على أن ثورة 25 يناير هي امتداد لثورة 23 يوليو التي توقفت وانتهت بعد حرب أكتوبر 1973 وانحرف بها الرئيسان السابقان أنور السادات وحسني مبارك نحو الغرب والانفتاح الاقتصادي، وأن أسباب انفجار ثورة يوليو التي من بينها أن المجتمع المصري عانى أزمة طاحنة شاملة في الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، هي نفس الأسباب التي أدت إلى انفجار ثورة 25 يناير، وذلك بعد أن عانى الشعب حكماً استبدادياً وسياسات اقتصادية واجتماعية خاطئة .


ولفت إلى أن كل هذه السياسات أدت إلى تدهور المجتمع، بعدما تم إدماج مصر في المجتمع الرأسمالي العالمي وتحول الهيكل الاقتصادي المصري إلى هيكل متخلّف، وأن النمو الاقتصادي كان نمواً مشوهاً بسبب سيطرة كبار رجال الملاك والأعمال والمال على علاقات الإنتاج والشأن السياسي من دون مراعاة للعدالة الاجتماعية فضلاً عن الفساد السياسي والإداري الذي اجتاح مصر سواء كان ذلك قبل 23 يوليو أو قبل 25 يناير التي شهدت توحشاً للرأسمالية الطفيلية والاحتكارية، وأهدر الرأسماليون فائض الاقتصاد في الاستهلاك الترفي، كما كان في عهد الملك فاروق .


واعتبر شقرة الظرف الموضوعي الذي سبق ثورة 25 يناير يتوافق مع ما جرى في مصر قبل ظهور تنظيم الضباط الأحرار، حيث كان الشارع المصري في حالة غليان، وكانت النخبة الوطنية هي الدافع الرئيس لهذه الحالة، سواء على مستوى الشعب أو الجيش إلى أن أصبح المناخ مهيأ للانفجار، وأن ما قبل 23 يوليو تسبب في إخفاق مصر في الاستقلال، واندفعت حكومات ما قبل الثورة إلى معالجة المشكلات الاقتصادية والتنمية وحققت إخفاقاً ذريعاً رغم تبني تلك الحكومات مشروعاً قومياً أطلق عليه حينها "مكافحة الحفاء”، بينما في سنوات ما قبل ثورة 25 يناير استسلم السادات ومبارك إلى التبعية للولايات المتحدة و”إسرائيل”، وظلا أسيرين لمعاهدة "كامب ديفيد” بما فيها من إجحاف في حقوق الشعب المصري، فضلاً عن تجاهلهما لمشكلات الفقر وتزايد العشوائيات وأطفال الشوارع إلى أن انفجر الشعب .


تطابق في الأهداف


وأكد أستاذ التاريخ المعاصر أن أهداف الثورتين تكاد تكون متطابقة، لافتاً إلى أن أهداف 23 يوليو التي نادت بالقضاء على الاستعمار وأعوانه وسيطرة رأس المال على الحكم، والقضاء على الإقطاع، استبدلت في 25 يناير بالقضاء على التبعية وإعادة الدور القومي لمصر والقضاء على الفساد الناجم عن زواج الثروة بالسلطة .


ورأى شقرة أن الإيقاع بين ثورتي 23 يوليو و25 يناير مهزلة تاريخية يجب التوقف عنها، لافتاً إلى أن الذين يسعون إلى إحداث هذه الوقيعة هم من صودرت أملاكهم لمصلحة الشعب المصري وبقايا نظام مبارك وجماعة الإخوان المسلمين الذين كان لهم موقف من ثورة يوليو .


قواسم مشتركة


ومن جانبه قال نائب رئيس الحزب الناصري الدكتور حسام عيسى إن بين الثورتين قواسم عديدة مشتركة من حيث الأسباب والأهداف، لأن المسببات تتمثل في سيطرة رأس المال على الحكم وانتشار الفساد السياسي والمالي، بينما تطابقت الأهداف، ولاسيما أن الثورتين هدفتا إلى إقامة حياة ديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية .


أضاف عيسى أن ثورة يوليو أثّرت في البعد العربي وسرعان ما ضربه السادات في مقتل عقب وفاة الزعيم جمال عبدالناصر، حيث وقّع اتفاقية صلح مع الكيان "الإسرائيلي”، ودخوله في تحالف استراتيجي مع دولة الكيان، وانقلابه المتدرج على منجزات يوليو، ما أعاد سيطرة رأس المال على الحكم، واستمرت تلك السياسات ما بين وفاة عبدالناصر إلى اندلاع ثورة 25 يناير، حيث واجه الشعب المصري نظاما فاسداً وانفجر طالباً الحرية والديمقراطية، وإنهاء حكم النظام السابق، وإقامة العدالة الاجتماعية، معتبراً أن ثورة يناير استعادت عروبة مصر التي زرعت جذورها ثورة يوليو .


تشابه في الجوهر


ومن جانبه، قال أستاذ التاريخ للعصور الوسطى بجامعة الزقازيق الدكتور قاسم عبده قاسم أن الثورتين في جوهرهما متشابهتان رغم الاختلاف في الظاهر، وذلك لكون الثورتين قام بهما الشعب والجيش معاً، وأن ثورة 23 يوليو جاءت عبر نضال الحركة الوطنية في مصر المتمثلة في الأحزاب الوطنية مثل مصر الفتاة وحركات اليسار وجماعة الإخوان المسلمين والجيش المصري الذي كان يمثل أبرز حلقة وطنية، فجميعهم اتفقوا ضد نظام ملكي فاسد نهب خيرات البلاد وكثرت مظالمه في مصر، وقد تجلى نضال تلك الحركات في هبّات متعددة كان آخرها حريق القاهرة عام ،1951 موقد تمكن الجيش المصري بوصفه أحد فصائل الحركات الوطنية من القيام بالثورة بعد إخفاق الفصائل السياسية في حسم الأمر لمصلحته .


وقال إنه قبل ثورة 25 يناير كان نضال الحركات الوطنية في تصاعد مستمر، غير أنها لم تكن قادرة على حسم الأمر لمصلحتها لأن النظام السابق كان يحتمي خلف ترسانة أمنية قاهرة، وكان الجيش المصري يراقب الأحداث عن كثب ولم يكن راضياً عن صور الفساد الذي كان يمارس، وبعد انطلاق شرارة مظاهرات 25 يناير وتفجر الأوضاع، حسم الجيش المصري الأمر بتدخله في مساندة الثوار إلى أن حسم الأمر لمصلحتهما .


أضاف قاسم أن الجيش المصري منذ تأسيسه هو جزء من الحركة الوطنية ولم يقف يوماً في مواجهة مع الشعب، ويقود اليوم حركة نضالية كبرى لتأسيس دولة مدنية ودستورية ويحمي الاستقرار في مصر . وتابع قائلاً إن الذين استفادوا من ثورة 23 يوليو و25 يناير هم أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة، فثورة 23 يوليو أحدثت قفزة نحو العدالة الاجتماعية عبر تطبيقها تحديد الملكية وتبنيها قضايا التعليم والعلاج المجاني، بينما ثورة يناير قامت لتواجه السفه في الإنفاق وتزاوج السلطة بالمال، والفقر الذي زادت معدلاته والمرض الذي انتشر في ربوع مصر، ويرى قاسم أن ثورة يوليو الآن قد استردت أنفاسها وهي تُبعث الآن من جديد وبشكل عصري .


تواصل ثوري


المؤرخ الكبير الدكتور عاصم الدسوقي قال إن ثورة 25 يناير متصلة من دون انقطاع مع ثورة 23 يوليو، ولاسيما في شعاراتها "الحرية  العدالة” فكلتا الثورتين خرجت إثر تخلي الدولة المصرية عن دورها الاقتصادي والسياسي، لذا فهما في حالة تواصل ولا يوجد انقطاع بينهما . ورغم أن ثورة يناير لم يتبلور توجهها العربي كاملاً بعد، فإن مؤشرات الحديث عن فلسطين والمصالحة الوطنية بين "فتح” و”حماس” وفتح معبر رفح، وتعيين الدكتور نبيل العربي وزيراً للخارجية في أول حكومة للثورة، ثم انتقاله إلى جامعة الدول العربية يعطي أملاً قوياً باستكمال الدوائر التي عملت فيها ثورة 23 يوليو .


أضاف أن أوجه الشبه في الأهداف بين الثورتين مستخلصة من سوء السياسات الاقتصادية، لافتاً إلى أن الرئيس السادات منذ عام 1974 صنع العديد من القوانين والتشريعات التي أجهز بها على ثورة 23 يوليو، ومع سياسات مبارك دخلت مصر في أزمة أدت إلى ارتفاع معدلات الفقر والتضخم .


وعن مطالب البعض بإلغاء ثورة 23 يوليو، يلفت الدسوقي إلى أن السياق التاريخي للثورات لا يسمح بذلك، وعاد بالذاكرة إلى نجاح ثورة 23 يوليو بعدما أنجزت ما صعب على ثورة 1919 تحقيقه، وهكذا ثورة 25 يناير فهي مشروع وطني مكمّل لما عجزت عن تحقيقه، ثورة 23 يوليو بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، معتبراً مثل تلك الدعوات لا تصدر إلا من بعض مَنْ أسماهم بالمتحولين في الأفكار والرؤى .


امتداد طبيعي


ورأى عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة حسام مؤنس، أن ثورة 25 يناير هي امتداد طبيعي لثورة 23 يناير وتجديد لأهدافها، ولاسيما بعد الردة التي قادها الرئيس الراحل أنور السادات ومن بعده الريس السابق حسني مبارك، كما أن شعارات ثورة 25 يناير المتمثلة في "خبز . . حرية . . كرامة إنسانية” لا تختلف كثيراً عما رفعته ثورة 23 يوليو من شعار "حرية . . اشتراكية . . وحدة” .


واعتبر ثورة 25 يناير مكمّلة لما نادت به ثورة 23 يوليو، حيث أرادت ثورة يوليو التخلص من الاحتلال الأجنبي، بينما ثورة 25 يناير تسعى إلى التخلْص من التبعية للغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها "إسرائيل” . وقال: إن طليعة الثورتين هما الشباب، حيث قاد تنظيم الضباط الأحرار الذي غلب على أعضائه سن الشباب ثورة يوليو، بينما فجر ثورة يناير شباب "الفيس بوك”، والتف حولها الشعب المصري . غير أن مؤنس يرى أن الفارق الوحيد بين الثورتين هو أن قادة ثورة 23 يوليو هم من وصلوا إلى سدة السلطة، بينما ثورة يناير لم تفرز القيادة التي قفزت على السلطة .


حرية وعدالة وكرامة


ورأى أحد اعضاء ائتلاف شباب الثورة أن ثورة 25 يناير تفجرت لتكمل ما انتقص من أهداف ثورة يوليو، ولاسيما بعد انقلاب السادات فيما عرف بثورة 15 مايو (التصحيح)، معتبراً أن الثورتين رفعتا ذات الأهداف المتمثلة في الحرية والعدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان، وأنهما أرادتا التخلص من الاستعمار والتبعية، وطالبت كلتاهما ببناء اقتصاد وطني مستقل .


أضاف: عملت ثورة يوليو على تصفية الإقطاع الذي سيطر على مقدرات البلد ووقفت في مواجهة فساد الملك وحاشيته، وارتبطت موضوعياً بواقعها العربي مساندة لحركات التحرر ومناهضة للهيمنة الأجنبية . وكذلك تفجّرت ثورة يناير في مواجهة الطبقة الرأسمالية الاحتكارية التي استطاعت النفاذ إلى السلطة، وفي مواجهة فساد رأس النظام السابق وأركانه، وأن ثورة يناير قد تشكلت من قلب الثورة العربية في تونس، وامتدت بعد ذلك إلى أقطار عربية أخرى مثل ليبيا واليمن وسوريا، لافتاً إلى أنهما ثورتان ارتبطتا بظروف موضوعية متشابهة إلى حد التطابق، غير أن الفارق بينهما أن 23 يوليو قام بها مجموعة من الضباط تولوا السلطة، أما ثورة يناير فقد فجرها الشباب وقام بها الشعب من دون قيادة موحدة، لهذا فثورة يناير لاتزال مستمرة ومصرة على استكمال منهجها الثوري إلى أن تتحقق أهدافها كافة .


قيادة الثورة


المفكر الدكتور محمد رؤوف حامد أكد أن ثورة 23 يوليو عام 1952 إذا كانت قد نجحت في تخطي حاجز التأثير، غير أن ثورة 25 يناير لا تزال في مرحلة التأثير ولم تتجاوزه، وأنه في الوقت الذي كانت فيه ثورة 23 يوليو لها رأس وقيادة تشكلها، إلا أن ثورة 25 يناير لم يكن لها رأس جماعي يحدد سقفها، ويرسم المسارات ويحاسب المسؤولين .


أضاف د . حامد أن الشارع المصري كان يتجه منذ عام 2003 إلى نقطة انعطاف تمثلت في التعديلات الدستورية عام ،2007 والتي أدت إلى تأليب الشارع السياسي كله ضد النظام، وإذا كانت ثورة 23 يوليو لم تأت بالمصادفة، نتيجة لأجواء الفساد التي سبقتها، فإن ثورة 25 يناير لم تكن مصادفة أيضاً .


وأوضح أن الثورة الأخيرة كانت أمراً منتظراً، حيث جاءت في إطار "الدورة الزمنية للتغيير” التي بدأت منذ انتهاء ولاية محمد علي عام ،1848 ثم ثورة عرابي عام ،1882 وثورة ،1919 وصولاً إلى ثورة 23 يوليو عام ،1952 وما تبعها من نكسة ،1967 ثم انتصار أكتوبر ،1973 إلى أن وقعت ثورة 25 يناير عام 2011 .


وإذا كانت ثورة 23 يوليو قد عملت على إعادة بناء الإنسان المصري في تشكيله الجديد، فإن ثورة 25 يناير  كما قال  أنهت "كاريزما الفرد”، وأسست لكاريزما الجماعة، ما دفعه إلى المطالبة بأن تنهي ثورة 25 يناير مصطلح "القيادة السياسية”، وتكريس البطولة للإنسان العادي، واعتماد النهج العلمي في التفكير، وتجنب تأثير الأصوات العالية على التأمل الاستراتيجي .


وتابع أن الأجواء التي سبقت قيام ثورة 25 يناير، كانت تقريباً الأجواء نفسها التي قامت خلالها ثورة 23 يوليو، حيث سيطرة رأس المال، وطغيانه بشكل كبير على مقدرات المصريين، علاوة على الفساد السياسي ما دفعه إلى التأكيد على اقتصار محاكمة رؤوس النظام السابق على القضايا المالية من دون النظر إلى فسادهم السياسي، "الذي هو جذر الفساد” .


ملكية ودكتاتورية


الفكرة نفسها ذهب إليها رئيس لجنة المواطنة بمجلس قيادة ثورة 25 يناير الدكتور هاني عزيز، بتأكيده تشابه أجواء ثورتي 23 يوليو و25 يناير في حالات الافتقار التي وصل إليها المصريون، بفعل الملكية قبل ثورة يوليو، ثم ممارسات نظام حسني مبارك السابق قبل ثورة يناير .


وقال د . عزيز: إن مصر شهدت قبل ثورة 23 يوليو حالات من هيمنة رأس المال عن طريق الإقطاع وهيمنته على أجواء الحياة الاقتصادية في مصر، فضلاً عن الفساد السياسي الذي أشاعته الملكية في البلاد، وكانت هي نفسها الدافع لقيام ثورة 23 يوليو وتحرك الضباط الأحرار، على نحو ما كانت الدوافع هي نفسها التي قامت عليها ثورة 25 يناير، عندما شهدت مصر أجواء من الفساد وهيمنة لرأس المال بفعل السماح لرجال الأعمال بالتدخل في مختلف شؤون الحياة، وهو ما تواكب معه فساد في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما أدى إلى قيام الثورة .


وأضاف أنه إذا كانت ثورة 23 يوليو قام بها الضباط الأحرار بالجيش المصري، فإن ثورة 25 يناير كان الجيش المصري هو من حماها، وعلى الرغم من أن أهدافها كاملة لم تتحقق بعد، فإن هناك مطالب بإنجاز كامل أهدافها تحت وقع الضغط الشعبي من جانب كل القوى السياسية في المجتمع المصري .


ولفت إلى أن ثورة 25 يناير ينبغي أن تكون متصلة مع ثورة 23 يوليو، خاصة أن أهداف الثورتين تكاد تكون متطابقة في نيل الحرية وتحقيق العدالة، وسيادة الديمقراطية بإقامة دولة ديمقراطية مدنية، وهي نفسها الأهداف التي قامت عليها ثورة 23 يوليو، ما يتطلب أن يكون هناك تواصل بين الثورتين .


غير أنه أكد أن هذا لن يتحقق حتى تتمكن ثورة 25 يناير من تحقيق جميع أهدافها، لأنها لا تزال في طور "الثورة الناقصة” التي لم تكتمل بعد جميع أهدافها، وبعد اكتمال هذه الأهداف، فإنه يمكن وقتها الحديث عن التواصل بين ثورة 25 يناير مع ثورة 23 يوليو، بعدما نجحت الأخيرة في تحقيق أهدافها إبان الحقبة الناصرية، على الرغم من كل المؤامرات التي كانت تحاك ضد هذه الحقبة، سواء كانت في الداخل المصري أو خارجه .


وأشار إلى أن مثل هذه المؤامرات تكاد تتشابه مع تلك التي تحاك حالياً بشأن ثورة 25 يناير من مؤامرات سواء كانت في الداخل أو الخارج، على الرغم من أن الداخل واضح ومتمثل في فلول نظام الحزب الوطني "المنحل”، بينما الخارج غير واضح إلى الآن، وقد يكون متمثلاً في "إسرائيل” التي تدفع من وقت لآخر بجواسيسها إلى مصر، واعتبرت أنها فقدت كنزاً وصفته بالاستراتيجي بسقوط النظام السابق .


تشابه كبير


أما عضو شباب ثورة 25 يناير المهندس إبراهيم عودة، فأكد أن هناك تشابهاً كبيراً بين ثورتي 23 يوليو و25 يناير . الأولى ثورة قام بها الجيش وأيدها الشعب، بينما الثانية قام بها الشعب وحظيت بتأييد الجيش، أي أن الشعب والجيش هما المحرك للثورتين، كما أن كليهما قام كرد فعل على السياسات الظالمة التي كان يشهدها المجتمع المصري . وفي الوقت الذي تستهدف فيه ثورة 23 يوليو العدل والحرية، فإن ثورة 25 يناير كانت تستهدف الشيء نفسه، فالثورتان كانت أهدافهما واحدة، وإذا كانت ثورة 23 يوليو قامت لافتقار الشعب المصري للعدل، فإن ثورة 25 يناير قامت للغرض نفسه أيضاً، بعدما شهدت مصر تجريفاً لحياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية .


وقال إن ثورة 23 يوليو قامت لتخليص مصر من الملك وحاشيته والأسرة العلوية التي اتسمت بأجواء واسعة من الفساد، كانت نابعة من بذخ الأسرة الحاكمة، فضلاً على تبعيتها للاحتلال الإنجليزي، في الوقت إلى قامت فيه ثورة 25 يناير لإنهاء احتلال مصر ليس بأجنبي، ولكنه احتلال وطني، استهدف تدمير بنية المجتمع المصري، ما تطلب القيام بالثورة .


وأكد أن نظام حسني مبارك لم يكن امتداداً لثورة 23 يوليو أو الحقبة الناصرية، ولذلك فقد انقطعت هذه الثورة بوفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لأنه بوفاته انتهت ثورة 23 يوليو، وطوال العقود الماضية كان الانقطاع بين المصريين وثورة 23 يوليو، ولذلك قامت الثورة الجديدة، التي تمثلت في ثورة 25 يناير .

الفئة: عبد الناصر الغائب الحاضر | أضاف: gamal
مشاهده: 575 | تحميلات: 0 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
طريقة الدخول
بحث
أصدقاء الموقع
  • إنشاء موقع مجاني
  • منتدى الدعم والمساعدة
  • افضل 100 موقع
  • Facebook
  • Twitter
  • مقالات تقنية
  • Copyright MyCorp © 2024استضافة مجانية - uCoz