الستينيات و ما ادراك ما الستينيات
قائمة الموقع
فئة القسم
الرد على الاتهامات الموجهة لعهد ناصر [64]
حقيقة اعداء ناصر [17]
قالوا عن عبد الناصر [81]
عبد الناصر الغائب الحاضر [9]
مواقف من حياة الزعيم [33]
عبد الناصر ... حكاية شعب [17]
من مقولات الزعيم [42]
عهد فاروق و الملكية [0]
صندوق الدردشة
تصويتنا
قيم موقعي
مجموع الردود: 25
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
الرئيسية » ملفات » حقيقة اعداء ناصر

قراءة في أكذوبة عبقرية السادات العسكرية و السياسية
06.25.2013, 7:47 PM



يعتقد البعض خاصة من المصريين ، ان الرئيس الراحل أنور السادات ، كان رجلا عبقريا ،بالغ الذكاء ، سابق لعصره ، وداهية سياسى ، ومما ساعد على ترسيخ تلك الاعتقادات الباطلة ، ان النظام الحاكم فى مصر منذ اغتيال السادات فى 6 أكتوبر 1981 يتبع نفس سياسات السادات داخليا ، وخارجيا ، وبالتالى من مصلحة هذا النظام أن يدافع عبر أبواقه الاعلامية عن الخط السياسى للسادات ،

كما ساعد على الترويج لعبقرية السادات ، فشل سوريا فى إسترجاع أراضيها المحتلة ، وضياع القضية الفلسطينية ، مماجعل البعض يردد ، ان السوريين ، والفلسطينيين لو أتبعوا خط السادات ، كانوا سيستردوا أراضيهما المحتلة أيضا ، كما فعل السادات لمصر ،وليس ذلك صحيحا لأن إتباع السادات للحل الجزئى ، ورهانه على الدور الأمريكى فى حل الصراع العربى الإسرائيلى ،هو السبب الرئيسى فى تأزم التسوية الشاملة ، وضياع أراضى السوريين والفلسطينيين
وجاء انتاج الحكومة المصرية للفيلم السينمائى ( أيام السادات ) ليساهم فى زيادة الاحساس بعبقرية السادات ، فالفيلم المأخوذ عن مذكرات السادات ( البحث عن الذات ) ،ومذكرات جيهان السادات ( سيدة من مصر ) ، قدم صورة بطولية رائعة للرئيس الراحل ،وفى أمة لا تقرأ ، وتتعرض لعمليات منتظمة من تجريف الذاكرة الوطنية ، أصبح هذاالفيلم الذى يقدم وجهة نظر السادات وقرينته فى التاريخ هو المرجع التاريخى للأجيال الشابة فى مصر التى لا تقرأ ، ويقدم لها فى المدارس تاريخ مزور وغير حقيقى
فى هذه الدراسة وعبر قراءة جديدة للتاريخ ، سوف نوضح حقيقة كم كان الرئيس الراحل عبقريا وسابقا لعصره وداهية سياسى ، وسوف نقتصر فى بحث عبقريته على جانبين فقط
كيف حارب فى أكتوبر 1973 ؟ وكيف تفاوض بعد الحرب ، حتى وصل إلى معاهدة السلام ؟
1- ( السادات محاربا )
..........................
...
توفى الرئيس جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970 تاركا للسادات ، الجيش الذى تمت عملية إعادة بناءه من الصفر عقب هزيمة 1967 ، وخاض هذا الجيش حرب الاستنزاف التى تعتبر الحرب الرابعة بين العرب واسرائيل ، وهى الحرب التى أعترف قادة إسرائيل أنفسهم بالهزيمة فيها ، وترك عبد الناصر حائط الصواريخ الشهير على الحافة الغربية لقناة السويس ، وكان وقتها أكبر حائط صواريخ فى العالم ، وبوجوده تم تأمين سماء مصر من غارات الطيران الإسرائيلى ، وأصبح العبور للضفة الشرقية ، وبدء المعركة مسألة وقت ، كان عبد الناصر يرى أنها لن تتأخر عن ربيع عام 1971 ، الخطة جرانيت والتى صدق عليها الرئيس عبد الناصر قبيل وفاته المفاجئة ، والتى تتضمن ثلاث مراحل تبدأ بعبور القناة وإقامة رؤوس لخمسة كبارى ، ثم الوصول إلى منطقة المضايق الحاكمة بسيناء ، بالإضافة إلى خطة 200 التى تحسبت لهجوم مضاد للعدو فى منطقة المفصل الحرج بين الجيشين الثانى والثالث، حددت مكانها عند البحيرات المرة فى منطقة الدرفسوار ، وهو ماحدث للأسف فى حرب أكتوبر عقب قرار السادات المتأخر بتطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر 1973 ، طائرة الميراج الرداعة التى أشتراها العقيد القذافى لمصر من فرنسا ، قوارب العبور التى كان يتم التدريب على خطط العبور عليها ، تعبئة الأمة العربية للحرب القادمة ، اقتصاد مصرى قوى يحقق معدلات نمو 7% سنويا بشهادة البنك الدولى ، السد العالى أهم وأعظم مشروع هندسى و تنموى فى القرن العشرين باختيار الأمم المتحدة عام 2000، رفض الرئيس عبدالناصر أى حل جزئى للصراع العربى الإسرائيلى ، ورفض عرض ليفى أشكول رئيس وزراءإسرائيل بعودة سيناء إلى مصر عام 1968 مقابل سلام منفرد مع اسرائيل ، وأصر على عودة كل الأراضى العربية المحتلة معا 0
بدأ الرئيس السادات حكمه بالإطاحة بكل رفاقه فى الحكم فى مايو 1971 ، إثر إعتراضهم على فردية حكمه ، وتأجيله لقرار الحرب - رغم أنه هو الذى أطلق على سنة 1971 أسم ( سنة الحسم ) - الذى كان عبد الناصر يرى أنهيجب أن يتخذ فى موعد لا يتجاوز ربيع عام 1971 ، بعدما أكتمل الإستعداد للمعركة ،وفى ظل تفوق القوات المصرية بالنسبة للإسرائيلية ، كما يروى الفريق محمد فوزى فى مذكراته ، ولاعتراض المجموعة المعروفة بمجموعة مايو المتكرر على سياساته المناقضة لمبادئ ثورة 23 يوليو ، وعقب تقديم أفراد المجموعة لاستقالاتهم ، قام بالقبض عليهم، ولفق لهم قضية انقلاب على الشرعية ، وأودعهم السجون ، ومن سخرية القدر أن الفريق محمد فوزى الرجل الذى أعاد بناء الجيش المصرى مع الرئيس عبد الناصر يتم سجنه فى القضية الملفقة ، بدأ السادات محاولاته للبحث عن حل سلمى للقضية عبر الاتصال بالأمريكان ،وبتشجيع من السعوديين ، وعبر عدة زيارات مبكرة ومتكررة للسيد كمال أدهم المشرف على المخابرات السعودية ، والمقرب من الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز ،والذى نصح السادات بالبحث عن حل سلمى فى أمريكا ، ونصحه بالتخلص من السوفيت ، حتى يلتفت الأمريكان للحل فى المنطقة ، وصارحه الرئيس السادات أنه مستعد لطرد السوفيت إذا ساعده الأمريكان على تحقيق مرحلة أولى من الأنسحاب من سيناء ،وفى شهر يونيو 1972 ، زار وزير الدفاع السعودى الأمير سلطان بن عبد العزيز ، ومعه السيد كمال أدهم القاهرة ، وأثاروا مع الرئيس السادات موضوع الخبراء السوفيت الذى يعيق الأمريكيين عن التدخل لحل القضية ، وطلب السعوديون من السادات أن يخبرهم بقراره بخصوص السوفيت قبل إتخاذه لكى يستطيعوا مساومة الأمريكان به بما يخدم المصالح العربية ، ولكن السادات منفردا وبدون التشاور مع أحد غير الفريق صادق وزير الحربية المصرى وقتها ،أتخذ قراره المفاجئ بالإستغناء عن خدمات الخبراء السوفيت فى مصر ، ولحرص الرئيس السادات على سرية قراره و رغبته فى إحداث أكبر تأثير فأنه فاجأ الجميع بالقرار ،وهو يتصور أن الأمريكيين سوف يكونوا سعداء ، إلى درجة تدفعهم إلى الإستجابة لأى شئي طلبه ، ولكن هذا لم يحدث ، يقول هنرى كيسنجر فى مذكراته ( لماذا لم يقل لنا السادات ما كان ينوى فعله ؟ ربما لو أبلغنا مسبقا لكنا قدمنا له شيئا فى المقابل ؟فى السياسة كما فى كل شئ أخر ، لا أحد مستعد لدفع ثمن لشئ حصل عليه بالفعل ( الغريب أن الدكتور محمود فوزى وزير خارجية ورئيس وزراء مصر الأسبق يروى فى مذكراته أنه كان هناك تفاهم بين الرئيس عبد الناصر و الرئيس اليوغوسلافى تيتو على ان اتخاذ مصر لخطوة مثل إخراج السوفيت من المنطقة لن تمررها مصر الا بمقابل إجبار الولايات المتحدة لاسرائيل على الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة فى إطار حل شامل للصراع العربى الاسرائيلى ، لأن غرض الرئيس عبد الناصر الحقيقى من وجود الخبراء السوفيت كان رفع مستوى المواجهة من المستوى الأقليمى بين العرب و إسرائيل إلى المستوى العالمى بين الاتحاد السوفيتى و الولايات المتحدة ، لذلك تبدو علاقة السادات بالسوفيت من أكثر العلاقات تعقيدا ، فالحقائق والأرقام تثبت قيام الأتحاد السوفيتى بتسليح مصر وسوريا والعراق والجزائر واليمن وليبيا بكميات ضخمة من الأسلحة الحديثة والمتطورة والتى خاض بها العرب كل حروبهم ضد اسرائيل ، وقد عوض الأتحاد السوفيتى مصر عن خسائرها التى بلغت 80% من معدات جيشها فى حرب 1967 ، وساعد السوفيت الرئيس عبد الناصر على اعادة بناء الجيش المصرى من الصفر ، بل أنه خلال المرحلة الأخيرة من حرب الاستنزاف تولت قوات سوفيتية من كتائب صواريخ وطيارين مع القوات المصرية حماية سماء مصر من غارات العدو ، واقامة حائط الصواريخ على حافة الضفة الغربية لقناة السويس ، وفى عهد السادات واصل الأتحاد السوفيتى دعمه بالسلاح لمصر عبر صفقات ضخمة للتسليح فى أكتوبر 1971 ، ومايو 1972 ، ومارس 1973 ، وتميزت هذه الصفقات بدخول نوعيات متطورة من المعدات العسكرية ، مثل الدبابة ت 62 ، والعربة المدرعة المتطورة و المدفع الميدانى طويل المدى سكود ، ووحدات الصواريخ سام 6 المتحرك ضد الطيران المنخفض و المتوسط ، والطائرة السوخوى 9 ، 17 ، والطائرة الميج 23 ، والصواريخ سام 3 وسام 6 وسام 7 المعدل ، وفى أثناء حرب أكتوبر بدأت الأمدادات العسكرية السوفيتية لمصر وسوريا مبكرا عن طريق الجسر الجوى اعتبارا من يوم 9 أكتوبر 1973 ، بعدد 900رحلة حملت حوالى 15000 طن معدات وأسلحة ، وعن طريق النقل البحرى اعتبارا من 9أكتوبر 1973 ، وصلت لمصر و سوريا معدات وأسلحة تزن 63000 طن ، مما يجعل المساعدات السوفيتية للدولتين خلال فترة الحرب 78000 طن ، كما وصل من الاتحاد السوفيتى يوم 9أكتوبر 1973 عدد 4 طائرات ميج 25 وتمركزت فى مطار غرب القاهرة ومعها 400 فرد سوفيتى من طيار و فنى و ادارى وذلك لردع اسرائيل عن القيام بأى هجوم جوى على الجبهة الداخلية ، كما وصل فى نفس اليوم 2 مدفع ميدانى صواريخ أرض / أرض طويل المدى سكودبمدربين سوفيت ، ووصل يوم 12/10/1973 اللواء الثالث صواريخ سام 6 ، لم يقصر الاتحاد السوفيتى فى إمداد مصر بكميات هائلة من العتاد والسلاح بأسعار رخيصة بل أن أغلبهالم يسدد ثمنه ، كان هذا كله يتم فى اطار الاستراتيجية العالمية للدولة السوفيتية كقوى عظمى فى أهم منطقة إستراتيجية فى العالم ، ورغم ذلك قام السادات بإشاعة أكاذيب و خرافات عن التقاعس السوفيتى عن اغاثة مصر فى المعركة ، وكلها أكاذيب أراد الترويج لها لتبرير الحل الذى كان فى رأسه للقضية ، وهى تشبه أكذوبته عن صديقه شاه إيران محمد رضا بهلوى ، الذى تثبت كل الوثائق أنه هو الذى قام بتزويد إسرائيل بكل طلباتها من البترول منذ نشأة الدولة اللقيطة عام 1948 وحتى أطاحت به الثورة الإيرانية عام 1978 ، كما أن كيسنجر يثبت فى مذكراته رفض الشاه عبور الجسر السوفيتى لنجدة مصروسوريا أثناء حرب 1973 سماء إيران ، حتى لا يصل لهم مما يتيح وقتا أطول وظروف أفضل لإسرائيل ،ربما كان الشاه صديقا للسادات لأسباب لا نعلمها ولمصالح بينهما ، ولكنهلم يكن أبدا صديقا للعرب ، وفى يوم 26 مايو 1972 يقيل السادات وزير الحربية الفريق محمد صادق ومساعده وقائد البحرية وقائد المنطقة العسكرية المركزية ومدير المخابرات ويطردهم جميعا من مناصبهم ، كان الخلاف قد تفجر بين الرئيس السادات وهؤلاء القادة قبلها بيومين فى اجتماع مجلس الأمن القومى ، عقب عرض الرئيس لفكره بخصوص حرب محدودة، تجعلنا نكسب عشرة ملليمترات على الضفة الشرقية لقناة السويس ، يبدأ بعدها عملية التفاوض السياسى ، وعندما رفض القادة فكرته ، وأحتدت المناقشة ، أنهى الرئيس الأجتماع غاضبا ، وأقالهم بعدها بيومين ، وقام بتعيين الفريق أحمد اسماعيل وزيراللحربية ، والفريق سعد الدين الشاذلى قائد عام للجيش ورئيسا للأركان ، واللواء محمدعبد الغنى الجمسى رئيسا لهيئة العمليات ، ,إثر فشل كل محاولات الرئيس السادات للحل السلمى ، وجاهزية القوات المسلحة التامة لبدء الحرب ، وتململ الشعب المصرى ، وزيادة التظاهرات المناهضة لحكمه وسياساته داخل مصر، أتخذ الرئيس السادات أخيرا قراره بشن الحرب ، بالتنسيق مع الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد ، أتفق الرئيس السادات مع الرئيس الأسد قبل بدء الحرب ، على ان خطة الجيش المصرى هى الخطة جرانيت الموروثة عن الرئيس عبد الناصر ، والتى حددت الهدف النهائى للحرب ، فى وصول القوات المسلحة المصرية إلى خط الحدود الدولية بين مصر و فلسطين المحتلة ، وأتفق مع الرئيس الأسد ان الوقفة التعبوية للقوات المصرية ستكون عند الوصول إلى منطقة المضايق الجبلية فى سيناء ،بينما كان السادات متفقا مع قادة الجيش المصرى على تنفيذ الخطة (جرانيت 2 ) المعدلة ، والتى تم توزيعها على القوات المصرية والتى تختلف عن الخطة المتفق عليها مع السوريين ، وتنقسم الخطة جرانيت 2 إلى مرحلتين ، المرحلة الأولى تتمثل فى العبور و اتخاذ مواقع دفاعية شرق القناة بعمق 10 -12 كم ، المرحلة الثانية الوصول إلى خط المضايق الجبلية (إن أمكن) ، وكان رأى السوفيت الذين أمدونا بالسلاح منذ صفقة الأسلحة عام 1955 و حتى حرب أكتوبر 1973 وعاونونا فى وضع الخطة جرانيت ، أن هدف القوات المصرية المبدئى يجب أن يكون احتلال المضايق الجبلية وتأمينها كنقطة ارتكاز للهجوم حتى خط الحدود الدولية ، وان امكانيات القوات المسلحة المصرية وقدراتها قادرة على إنجاز ذلك ، وفى ظهيرة يوم السبت 6 أكتوبر 1973 ، بدأت الحرب الخامسة بين العرب و إسرائيل ، ومع فجر 7 أكتوبر 1973 كانت القوات المصرية قد حققت اعجاز بشرى فقد قامت بتحطيم معظم النقاط الحصينة فى خط بارليف ، وعبر إلى الضفة الشرقية لقناةالسويس 70 ألف مقاتل وكانت خسائر مصر 5 طائرات ، و 20 دبابة ، و280 شهيدا ، كان ذلك اعجازا بشريا بكل المقاييس ، يكفى أن نعلم أنه كان متوقعا أن تفقد مصر فى عمليةالعبور فقط 26000 ألف شهيد ، أما خسائر إسرائيل فبلغت 30 طائرة ، و300 دبابة ، وعدةمئات من القتلى ، وآلاف الجرحى ، وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 ، ولم يكن مضى على بدءالمعارك أكثر من عشرين ساعة ، وتحقيق القوات المصرية تلك الأنتصارات الساحقة ، بعثالرئيس السادات برسالة إلى وزير خارجية الولايات المتحدة هنرى كيسنجر ، وقد وقعها السيد حافظ إسماعيل مستشار الرئيس للأمن القومى ، جاء فيها بالنص فى البند رقم 6 من الرسالة ( أننا لا نعتزم تعميق مدى الاشتباكات أو توسيع مدى المواجهة ) ، يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل الذى نشر النص الكامل للرسالة فى كتابه ( أكتوبر 73 السلاح و السياسة ) انها كانت أول مرة فى التاريخ يقول فيها طرف محارب لعدوه نواياه كاملة، ويعطيه من التأكيدات ما يمنحه حرية الحركة فى معركته السياسية و العسكرية ، وقد قام كيسنجر بنقل هذه الرسالة فور وصولها له إلى جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل ،من أغرب ألغاز حرب أكتوبر 1973 أيضا مطار العريش الذى أستقبل الجسر الجوى الأمريكى لنجدة اسرائيل منذ بدء الحرب ، لماذا لم يتم ضربه وتدميره بالطيران المصرى طيلة زمن الحرب وهو شريان الحياة لقوات العدو ، ترتب على هذه الرسالة المشئومة ان قام الجيش الاسرائيلى بالتركيز على الجبهة السورية بعد اطمئنن قادته لنوايا مصر ، ليستردالمبادرة على الجبهة السورية ، ثم يعود بعدها للجبهة المصرية ، وبالفعل ركزالإسرائيليين جهودهم الحربية لمدة 48 ساعة على الجبهة السورية لقربها من المواقع الحساسة فى اسرائيل ، وساعدهم على ذلك ان الجبهة المصرية وبعد نجاح عملية العبورالعظيم ، تفرغت لتثبيت رؤوس الكبارى على الضفة الشرقية ، ورغم كل نصائح السوفيت للسادات بضرورة تقدم المدرعات المصرية إلى خط المضايق فى وسط سيناء عقب نجاح العبور، و التى وصلت إلى حد أن الزعيم السوفيتى ليونيد بريجنيف أرسل للرئيس السادات رسالة يوم 8 أكتوبر يقول له فيها ( أطلق المدرعات إلى المضايق ) ، إلا أن الرئيس السادات ظل عند تعهده لكيسنجر فى رسالته المشئومة يوم 7 أكتوبر ، كان اطلاق المدرعات إلى المضايق عنصر متفق عليه فى الخطة مع السوريين ، كما أنه يعطى القوات المصرية مواقع دفاعية طبيعية أفضل، وأقوى من أى تحصينات لتدعيم رؤوس الكبارى على الضفة الشرقية للقناة ،كما أنه يخفف الضغط عن سوريا ، يقول المشير الجمسى فى مذكراته صفحة 383 ،ان يوم 9 أكتوبر كان اليوم المحدد لتطوير الهجوم المصرى نحو المضايق ، حتى لا تنتقل المبادأة إلى جانب العدو ، ولسوء أوضاع العدو النفسية وقدراته القتالية إثر صدمة العبور ، ولكن عندما ناقش المشير أحمد اسماعيل فى الأمر رفض الأخير ذلك ، وفضل الدفاع عما تحقق من مواقع ثابتة ،وعدم المغامرة بتطوير الهجوم ،وتم إصدار أمرالسادات بإتخاذ القوات المصرية لوقفة تعبوية ، وفى يوم 11 أكتوبر قرر الرئيسالسادات منفردا تطوير الهجوم نحو المضايق بإستخدام فرقتى الاحتياطى اللتين كانتا طبقا للخطة 200 الموروثة من عبد الناصر ، تستعدان غرب القناة لرد أى محاولة إسرائيلية للعبور غرب القناة ، ورغم رفض الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس الأركان المصرى القرار ، وتنبيهه لعواقبه ، ورفض قادة الجيشين الثانى والثالث اللواء سعد مأمون ، واللواء عبد المنعم واصل للقرار وتنبيهما على كونه سيمثل كارثة للقوات المصرية، وأنه لو تم سيكشف عمق الجبهة المصرية دون مبرر ، كما أنه لن ينجد سوريا ،لأنه قرار متأخر عن موعده ،والعدو سوف يدمر قوات الهجوم ، أصر الرئيس على قراره ،وبعد تفجر الخلافات بين القادة أمام إصرار الرئيس السادات على تنفيذ القرار، تأخرتنفيذ القرار حتى صباح يوم 14 أكتوبر ، بدأ الهجوم المصرى نحو المضايق يوم 14أكتوبر فى الساعة السادسة صباحا ، وعندما جاءت الساعة الثالثة بعد الظهر ، طلب الفريق أحمد اسماعيل من الرئيس السادات إيقاف الهجوم لأن خسائر مصر من الدبابات قد وصلت إلى 240 دبابة ، وكان ذلك يفوق الإحتمال ، كان العدو قد تمكن من تثبيت الجبهة السورية بل و أصبح يهدد دمشق ذاتها ، وكانت القيادات الاسرائيلية تعد لبدء هجومهاالمضاد على الجبهة المصرية وتنتظر الهجوم المصرى على المضايق ، وفور فشل الهجوم المصرى ، بدأ العدو هجومه المضاد بعبور قواته للمفصل الحرج بين الجيشين الثانىوالثالث ، ونتيجه لعدم التنبه المبكر لخطورة الثغرة ، والخلاف بين وزير الحربية أحمد اسماعيل و رئيس الأركان الشاذلى حول أسلوب تصفيتها ، عبرت للعدو خلال يومين 760 قطعة مدرعة ما بين دبابات وعربات مصفحة إلى غرب القناة ، حتى وصلت القوات الاسرائيلية غرب القناة إلى لواءين مدرعين ، ولواءين من المشاه الميكانيكية ،وعندما طلب الفريق الشاذلى رئيس الأكان من الرئيس السادات الاستعانة بأربعة ألوية مدرعة من الشرق لإبادة الثغرة فى الغرب ، رفض الرئيس السادات ذلك وعزله من منصبه ،ترتب على قرار الرئيس السادات بعدم المناورة بالقوات ، وتنفيذ خطة الشاذلى للقضاءعلى الثغرة ، إخفاق اللواء المدرع المصرى 116 مشاة المتقدم من الغرب إلى الشرق بسد الثغرة ، نظرا للتفوق الاسرائيلى غرب القناة نفسها ( لواء مدرع + لواء مشاة ) ، تمتدمير اللواء المدرع المصرى 25 فى مواجهة غير متكافئة نهائيا ، بينه وبين ثلاثة ألوية إسرائيلية مدرعة جنوب الثغرة على الشاطئ الشرقى لرأس البحيرات المرة ، ووقعاللواء فى كمين نصبته فرقة شارون ، فتمت إبادته ، فيما راح اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الذى كان يتابع المعركة يصرخ على جهاز الاتصال بينه وبين الفريقالشاذلى ( لا حول و لاقوة إلا بالله ، الرحمة للشهداء ، والله المستعان ) ، ويقول الفريق الشاذلى فى مذكراته أنه بكى عند سماعه صراخ اللواء واصل ،لإداركه خطأالعملية منذ البداية ، عندما سمع اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى أنباء فشل الهجوم ومالحق بالقوات من خسائر ،أصيب بنوبة قلبية وتم نقله إلى المستشفى العسكرى فى القاهرة ، سارت معركة الثغرة وفق أوامر السادات الذى سبق له أن وعد القادةالعسكريين بعد التدخل فى الخطط العسكرية ، لذا لم يكن غريبا أن يقول المشير الجمسى فى مذكراته ( لقد خذل العمل السياسى العمل العسكرى فى حرب أكتوبر ) ، لذا لم يكن غريبا أن يتهم الفريق الشاذلى الرئيس السادات بالتهم التالية وهذا نص اتهامه له منشور فى خطاب الفريق الشاذلى إلى النائب العام ، وفى مذكراته :
- الإهمال الجسيم:
وذلك انه بصفته رئيسا للجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية،أهمل في مسئولياته إهمالا جسيما وأصدر عدة قرارات خاطئة تتعـارض مع التوصيات التيأقرها القادة العسكريون، وقد ترتب على هذه القرارات الخاطئة ما يلي:
أ) نجاح العدو في اختراق مواقعنا في منطقة الدفرسوار ليلة 15/16 أكتوبر 73 في حين انه كانمن الممكن ألا يحدث هذا الاختراق إطلاقا.
ب) فشل قواتنا في تدمير قوات العدوالتي اخترقت مواقعنا في الدفرسوار، فى حين أن تدمير هذه القوات كان في قدرة قواتنا، و كان تحـقيق ذلك ممكنا لو لم يفرض السادات على القادة العسكريين قراراتهالخاطئة.
ج) نجاح العدو في حصار الجيش الثالث يوم 23 من أكـتوبر 73، في حين أنهكان من الممكن تلافي وقوع هذه الكارثة.

- تزييف التاريخ:
وذلك انه بصفته السابق ذكرها حاول و لا يزال يحاول أن يزيف تاريخ مصر، ولكي يحقق ذلك فقد نشرمذكراته في كتاب اسماه (البحث عن الذات) وقد ملأ هذه المذكرات بالعديد من المعلومات الخاطئة التي تظهر فيها أركان التزييف المتعمد وليس مجرد الخطأ البريء.

- الكذب:
وذلك انه كذب على مجلس الشعب وكذب على الشعب المصري في بياناته الرسميةوفي خطبه التي ألقاها على الشعب أذيعت في شتى وسائل الإعلام المصري. وقد ذكر العديدمن هذه الأكاذيب في مذكراته (البـحث عن الذات) ويزيد عددها على خمسين كذبة، اذكـرمنها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
أ) ادعاءه بـان العدو الذي اخـترق في منطقـة الدفرسوار هو سبعة دبابات فقط واستمر يردد هذه الكذبة طوال فترة الحرب.
ب) ادعاءه بأن الجـيش الثالث لم يحاصر قط في حين أن الجيش الثالث قد حـوصر بواسطة قوات العدو لمدة تزيد على ثلاثة أشهر.

- الادعاءالباطل:
وذلك انه ادعى باطلا بأن الفريق الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية قد عاد من الجبهة منهارا يوم 19 من أكتوبر 73، وانه أوصى بسحب جميع القوات المصرية من شرق القناة، في حين انه لم يحدث شيء من ذلك مطلقا.

- إساءة استخدام السلطة:
وذلك أنه بصفته السابق ذكرها سمح لنفسه بان يتهم خصومه السياسيين بادعاءات باطلة، واستغل وسائل إعلام الدولة في ترويـج هذه الادعاءات الباطلة. وفي الوقت نفسه فقد حرم خصومه من حق استخـدام وسائل الإعلام المصرية التي تعتبر من الوجـهة القانونية ملكا للشعب للدفاع عن أنفسهم ضد هذه الاتهامات الباطلة
ثانيا: إني أطالب بإقامة الدعوى العمومية ضد الرئيس أنور السادات نظيرارتكابه تلك الجرائم ونظرا لما سببته هذه الجرائم من أضرار بالنسبة لأمن الوطن ونزاهة الحكم.، هكذا أتهم الفريق الشاذلى الرئيس السادات عما وصفه بجرائمه فى حربأكتوبر، يوم 16 أكتوبر يتوجه الرئيس السادات ومعه الفريق أحمد اسماعيل وزير الحربيةإلى مجلس الشعب ويلقى الرئيس خطابا شدد فيه على إلتزامه بقرارات مجلس الأمن الدولى، وعلى رغبته فى السلام ، وطرح مشروعا للسلام ،فى الوقت الذى كان الرئيس يلقى فيه خطابه ويبدى رغبته فى السلام ،كانت الثغرة تتسع على الجبهة وتدفق قوات العدو يزدادعلى الضفة الغربية للقناة ، وللتشويش على خطابه قامت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل بإلقاء خطاب متزامن مع خطابه ، قالت فيه أن قوات جيش الدفاع الإسرائيلى تقاتل ببسالة شرق القناة فى أسيا وغرب القناة فى أفريقيا
،وفى نفس يوم 16أكتوبر يدخل سلاح البترول إلى المعركة حيث صدر قرار الدول العربية البترولية بخفض انتاجها بنسبة 5% فورا ، ويستمر الخفض بهذه النسبة شهريا ، وربطت الدول العربية إلغاء القرار بإنسحاب إسرائيل من الأراضى العربية المحتلة ، ويوم 17 أكتوبر تعلن السعودية أنها ستخفض انتاجها بنسبة 10% ، وفى يوم 20 أكتوبر أعلنت الولايات المتحدة أنها ستدعم إسرائيل بمبلغ 2مليار و100مليون دولار كشحنات أسلحة جديدة ، وفى نفس اليوم أعلنت الدول العربية حظر تصدير بترولى كامل على الولايات المتحدة الأمريكية ،رغم ضراوة المعارك وتفوق القوات الإسرائيلية المهاجمة عبر الثغرة لم تتمكن القوات المندفعة سوى فى احتلال بضعة كيلومترات ولم تفلح القوات الاسرائيلية فى احكام الطوقعلى الجيش الثالث المصرى ،وحصاره حصار كامل وقطع خطوط مواصلاته
، الا بعد أنخرقت قرار وقف إطلاق النار الذى وافق عليه الرئيس السادات فى 22 أكتوبر 1973 ، بل أن وحدات المقاومة الشعبية المصرية وتشكيلات من المشاة المصرية نجحت فى إيقاف التقدم الاسرائيلى نحو مدينة السويس ، وظلت القوات الاسرائيلية خارج المدينة ،أنتهت المعارك بقرار وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر 1973 ، الذى لم تلتزم به إسرائيل كعادتها فى كل حروبها ، وسعت إلى محاصرة الجيش الثالث تمهيدا للقضاء عليه ،أو إتخاذه كورقة تفاوضية مقبلة ، ورغم تفوقها فى القوات ، ورغم الدعم الأمريكى السافر، فشلت فى تحقيق هدفها ، وأصبحت قواتها أيضا محاصرة مع القوات المصرية ، خلال المعركة تم عبور 150 ألف مقاتل مصرى و 1200 دبابة و 2000 قطعة مدفعية إلى سيناء و تمركزوا على طول الضفة الشرقية بعمق من 10 – 12 كم ، بينما ، تم تدمير ربع طائرات إسرائيل ، وثلث مدرعاتها ، أمتدت قوات الجيش الإسرائيلى على مسافة 1500 كم من مشارف دمشق وحتى الكيلو 101 على طريق السويس – القاهرة الصحراوى ، وكان ذلك يمثل عامل تهديد لأمن إسرائيل القومى لو لم يوافق السادات منفردا ودون إخطار شريكه فى المعركة الرئيس السورى حافظ الأسد على قرار وقف اطلاق النار ، لأن استمرار حالة التعبئة فى اسرائيل يؤدى إلى شلل تام فى كافة المرافق و المصانع والهيئات الإسرائيلية لكن احتلال اسرائيل لأراضى عربية جديدة لم يخفى حقيقة الهزيمة الساحقة التى تلقتها فى بداية المعركة ،كما أن هالة الجيش الذى لا يقهر تم نسفها للأبد ، أثبتت المعركة كفاءة المقاتل العربى طالما توافرت له الظروف الطبيعية للقتال، خاصة فى بداية المعركة ، وحتى مع تضارب الخطط والقرارات أثناء المعارك ، فأن معدن المقاتل العربى لم يتأثر بل ازداد صلابة وقدرة على الصمود والتحدى

2- السادات مفاوضًا:
..............................
بقبول الرئيس السادات منفردا بدون التشاورمع حليفه الرئيسى فى المعركة الرئيس السورى حافظ الأسد ، لقرار وقف اطلاق النار،فأنه وضع كل رهاناته فى سلة وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر ، وبعد زيارة كيسنجر إلى اسرائيل يوم 22 أكتوبر 1973، ولقائه بقادة اسرائيل ، رصد كيسنجر مدى عمقالصدمة التى تلقاها الاسرائيليون فى الحرب ، ويقول فى مذكراته ان اسرائيل كانت على وشك الانكسار نتيجة فداحة الهزائم فى بداية الحرب ، وان القادة الاسرائيليين الذين قابلهم قد فقدوا ثقتهم بأنفسهم ، ولكنه خرج من لقائه معهم بطلب من جولدا مائيررئيسة وزراء اسرائيل بعودة الأسرى الإسرائيليين ، وان الجيش الاسرائيلى يحتاج إلىثلاثة أيام أخرى لكى يحقق أهدافه على الجبهة المصرية ويستكمل حصاره للجيش الثالث ،وعد كيسنجر بمساعدة إسرائيل ومنحها الوقت اللازم لإستكمال أهدافها العسكرية ، وطالبالقادة الإسرائيليين بالإسراع فى تنفيذ أهدافهم على الجبهة المصرية ، بدأت القواتالاسرائيلية محاولاتها للسيطرة على مدينة السويس والاندفاع إلى ميناء الأدبية ،وتطويق وحصار الجيش الثالث المصرى ، ويرسل الرئيس السادات عدة رسائل إلى كيسنجر ،وإلى الرئيس الأمريكى نيكسون يناشدهما إجبار إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار دون جدوى ، لأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت ملتزمة بموقفها تجاه اسرائيل بإنهاءالمعركة من مركز قوة وضغط على الجيش المصرى ، وهنا يعود الاتحاد السوفيتى للتدخل ،فيصدر الزعيم السوفيتى ليونيد بريجنيف بيانا يوم 24 أكتوبر فحواه ان الاتحاد السوفيتى سيتدخل منفردا لضمان وقف اطلاق النار الكامل واحترام قرارات مجلس الأمن ،كما قام بريجنيف بارسال رسالة مباشرة إلى نيكسون يطالبه فيها بضرورة تطبيق قرار وقف إطلاق النار ، وإزاء تصاعد الأزمة بعد التدخل السوفيتى الذى عززه صلابة أبطال القوات المسلحة المصرية والمقاومة الشعبية فى التصدى لأهداف الجيش الاسرائيلى ، تم تثبيت وقف اطلاق النار فى الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر 1973 ، وفى يوم 27 أكتوبركان لدى مصر 74 دبابة فقط على طول المسافة من السويس إلى القاهرة لكن الذى حدث فى الأيام الأخيرة من أكتوبر ، والأيام الأولى من نوفمبر، أن القيادة السوفيتية يوم 28أكتوبر منحت مصر 250 دبابة هدية كتعويض عن خسائر الحرب ، وصلت مصر بعد 48 ساعة ،والرئيس اليوغوسلافى تيتو منح مصر لواء دبابات كامل ، والرئيس الجزائرى هوارى بومدين أرسل إلى مصر لواء دبابات جزائرى كامل ، والرئيس الليبى معمر القذافى أرسللمصر لواء دبابات أيضا ، فإذا بحصيلة الدبابات على طول المسافة من السويس إلىالقاهرة ترتفع إلى 800 دبابة ، وكان لدى السادات إضافة إلى ذلك موقف سياسى عربىموحد ربما للمرة الأولى فى التاريخ العربى المعاصر ، وموقف دولى داعم ، وجبهةعسكرية أستعادت تماسكها وأفشلت خطط العدو الإسراائيلى بصمودها ، ولكن السادات الذىراهن منذ البداية على الموقف الأمريكى يقبل بإجراء أول مفاوضات مباشرة بين العربوإسرائيل عند الكيلو 101 على طريق السويس - القاهرة ، وفيها قدم الجانب المصرى الذى كان برئاسة اللواء الجمسى ( وقتها ) ، للجانب الإسرائيلى الذى كان برئاسة الجنرالياريف مشروعا لفض الأشتباك تضمن انسحاب القوات الإسرائيلية لمسافة 30 كيلومترا شرققناة السويس ، وأن تحل قوات الأمم المتحدة كعازل بين القوات ، مع بحث حجم وتسليحالقوات المصرية التى عبرت إلى سيناء ،كان ذلك المشروع أقل بكثير من المشروع الذى عرضه وزير الخارجية الأمريكى ويليام روجرز عام 1971 ، بانسحاب القوات الإسرائيلية 40 كم شرق القناة ، ورفضته مصر قبل حرب أكتوبر بكل ما تحقق فيها ، وطلب بتحديد خط وقف اطلاق النار يوم 22 أكتوبر والعودة إليه ، كما طلب الوفد المصرى بضمان وصول امدادات الجيش الثالث من الأغذية والأدوية ، ولكن الجنرال ياريف ذكر انه ليست له صلاحيات لبحث موضوع خطوط 22 أكتوبر ، ولا مشاكل تموين الجيش الثالث ، وأنه مهتم بالدرجة الأولى بموضوع إطلاق سراح الأسرى الاسرائيليين ، وفى يوم 7 نوفمبر كان الرئيس السادات يستقبل هنرى كيسنجر فى قصر الطاهرة للمرة الأولى مباشرة بعد العديد من الرسائل بينهما قبل الحرب وأثناءها وبعدها ، وفى هذا الإجتماع المنفرد بينالرجلين فوجئ كيسنجر كما كتب بنفسه فى مذكراته بالسادات وأطروحاته ، فالسادات لميطلب منه أن تعمل الولايات المتحدة على إنسحاب إسرائيل من جميع الأراضى المحتلة فىحرب 1967 فى إطار تسوية شاملة للصراع العربى الإسرائيلى وتفاوض على حقوق الشعبالفلسطينى ، بل كل ما طلبه هو إنسحاب إسرائيلى من ثلثى سيناء حتى خط العريش – رأسمحمد ، وبهذا خالف السادات الموقف العربى الثابت منذ حرب 1967 ، وحتى هذا المطلبرغم سرور كيسنجر به ، رفضه كيسنجر قبل الرجوع للإسرائيليين ، والسادات يصارح كيسنجر ان حصار الجيش الثالث ليس جوهر المسألة وخطوط 22 أكتوبر لا تصلح للنقاش بين صانع ىسياسة مثله هو وكيسنجر ، أن السادات راغب بشدة فى عودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر و الولايات المتحدة ،وهى العلاقات التم قطعها بين مصر والولايات المتحدة عقب حرب 1967 وإثر الدور الأمريكى الواضح فى الحرب تخطيطا وتنفيذا ، وإثر هذا القرارالمصرى قطعت معظم الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية بالولايات المتحدة وتم خروج 62 ألف أمريكى من الوطن العربى فى مشهد مهين لهيبة وكرامة الولايات المتحدةالأمريكية ، وهاج الرئيس الأمريكى جونسون معتبرا ما حدث صفعة لمكانة الولايات المتحدة وتحريض شرير من الرئيس عبد الناصر ، وطوال الفترة من 1967 وحتى 1973 حاولت الولايات المتحدة العمل على عودة العلاقات الدبلوماسية المصرية الأمريكية دون جدوى لإصرار مصر على أن تلزم الولايات المتحدة إسرائيل بالإنسحاب من الأراضى العربية قبل تلك الخطوة ، والأن يقوم السادات وبعد حرب ضارية أهتزت فيها ثقة إسرائيل وتم كسرجيشها بتقديم هذا العرض المجانى ، أغتبط كيسنجر لذلك وفى ذهنه ما هو أبعد وأهم ،فعودة العلاقات الدبلوماسية المصرية الأمريكية تفتح الباب لعودة علاقات أمريكا بكل دول العالم العربى ،ويبلغ السادات كيسنجر أنه قرر أن يرفع مستوى التمثيل الدبلوماسى فورا من قائم بالأعمال إلى سفير بالنسبة لمصر والولايات المتحدة ، وكل ذلك بدونمقابل ، ولم يكتف السادات بذلك بل يبلغ كيسنجر أنه ينوى تصفية ميراث سياسات الرئيس عبد الناصر وتوجهاته القومية ، و سيعمل على طرد السوفيت من الشرق الأوسط ويقول لكيسنجر لقد كانت حماقة وطيش من عبد الناصر محاولاته الدائمة لإبتزاز الأمريكان وتحقيق أهداف مصر من خلال محاربة السياسة الأمريكية فى العالم العربى وعلى امتدادالعالم ، وإن مصر خاضت ما يكفيها من حروب وتتطلع إلى السلام ، يسجل كيسنجر فىمذكراته عن السادات ( أنه يمثل لى أفضل فرصة لكى نقلب المشاعر و الإتجاهات العربية والمواقف العربية تجاه إسرائيل ، وهى أفضل فرصة تتاح لدولة إسرائيل منذ قيامها ،يقول كيسنجر أنه هو الذى أوحى للسادات أن المشكلة بين مصر وإسرائيل هى مشكلة نفسية نتجت عن عدم ثقة إسرائيل بنوايا مصر وخوفها على أمنها ، وأن يجب على مصر أن تعطى إسرائيل الإحساس بالأمان ، وكالعادة يوافقه السادات ويصارحه أن المشكلة الأساسية نجمت من رفض عبد الناصر الإعتراف بالهزيمة عام 1967 وإصراره على الحل العسكرى للصراع مما كلف مصر الكثير ، ويتفق الطرفان فى نهاية الإجتماع على مشروع ( النقاط الست ) الذى يعترف كيسنجر فى مذكراته أنه من وضع رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير و نص على التالى :
1 – توافق مصر و اسرائيل على الاحترام الدقيق لوقف اطلاق النارالذى أمر به مجلس الأمن
2 – توافق مصر و إسرائيل على البدء فورا فى تسوية مسألة العودة إلى مواقع 22 أكتوبر فى إطار الاتفاق على فض الاشتباك والفصل بين القوات تحترعاية الأمم المتحدة
3 – تتلقى مدينة السويس يوميا امدادات من الطعام و الأدوية، وجميع الجرحى والمدنيين فى مدينة السويس يتم ترحيلهم
4 – يجب ألا تكون هنا كعقبات أمام وصول الامدادات غير العسكرية إلى الضفة الشرقية للقناة ( سيناء )
5 - تستبدل النقاط المراقبة الإسرائيلية على طريق السويس – القاهرة بنقاط مراقبة منالأمم المتحدة ، وفى نهاية طريق السويس يمكن لضباط اسرائيليين الاشتراك مع الأممالمتحدة فى الاشراف على الامدادات غير العسكرية الى تصل إلى شاطئ القناة
6 – بمجرد تولى الأمم المتحدة نقاط المراقبة على طريق السويس – القاهرة ، يتم تبادل جميع الأسرى والجرحى
عندما سمعت جولدا مائير بنبأ الاتفاق قالت ( ان هذا الاتفاق هو انجاز خيالى ، وشئ لا يصدق ، يفوق كل ما توقعته اسرائيل) بالطبع قالت ذلك لكيسنجر وليس للعالم
بموافقة السادات على هذا الاتفاق يكون قد قدم تنازلاتجوهرية غير مفهومة للجانب الإسرائيلى ، لقد أعترف رسميا بحصار الجيش الثالث المصرىوهو أمر كانت تروج له اسرائيل فى العالم كدليل على انتصارها فى نهاية الحرب ،وتنازل دون مبرر عن شرط عودة اسرائيل إلى خطوط 22 أكتوبر 1973رغم أن قرارات مجلس الأمن الدولى ، وضمانات القوتين العظميين تضمن له ذلك ، كما أنه وافق على اطلاق سراح الأسرى والجرحى الاسرائيليين ، كان من ضمنهم 36 طيار اسرائيلى أسقط الدفاع الجوى المصرى طائراتهم خلال حربى الاستنزاف و73 و أخذوا أسرى حياء كتنازل دون مقابل من مصر وبهذا خسر ورقة تفاوضية هامة للضغط على الاسرائيليين ، والأدهى من ذلك أن السادات وافق على طلب كيسنجر بأن تخفف مصر الحصار البحرى على مضيق باب المندب ولكنه طلب من كيسنجر ابقاء الأمر سرا حتى لا يضر بموقفه أمام العرب ، وفى يوم 13 ديسمبر 1973 يصل كيسنجر إلى مصر للقاء الرئيس السادات مرة أخرى لكى يحصل على موافقته على انعقاد مؤتمر جنيف الدولى ، كان غرض كيسنجر من المؤتمر أن يكون مظلة للقاء سياسى مباشر بين مصر و إسرائيل ، وأن يدعى للمؤتمر كل الدول العربية المحيطة باسرائيل ،ولكن مصر تتعهد بحضور المؤتمر حتى لو رفضت الدول العربية الحضور، أن يتفاوض العرب مع اسرائيل منفردين ، مصر واسرائيل ، سوريا واسرائيل ، الأردن واسرائيل ، وليسوامجتمعين فى وفد موحد ، الفسطينيون لن يدعوا لحضور المؤتمر وسوف يتم بحث حضورهم فى ترتيبات لاحقة !
وفى نفس الأجتماع طلب كيسنجر من الرئيس السادات العمل على انهاءالحظر البترولى الذى فرض على الولايات المتحدة ، وكالعادة وافق الرئيس السادات على كل طلبات كيسنجر ، الغريب فى الأمر أن الرئيس السادات بدأ مفاوضاته للسلام قبل أنيتم فك الاشتباك ورفع الحصار عن الجيش الثالث المصرى الذى تسبب قراراه بقبول وقف اطلاق النار فى 22 أكتوبر بتشديد الحصار عليه ، رغم أن القادة العسكريين المصريين قاموا بوضع خطة عسكرية سميت (الخطة شامل) لتصفية الثغرة وإبادة القوات الاسرائيلية الموجودة بها ، حتى يزيلوا ما أعتبروه إهانة للعسكرية المصرية وتضحياتها فى المعركة، وحتى يرفعوا عن المفاوض المصرى حرج التفاوض وجيشه الثالث محاصر ، ومما دعم خطته موصول امدادات عسكرية جديدة لمصر من الاتحاد السوفيتى والعرب تكفى لنجاح الخطة ،ولكن السادات طلب منهم الأنتظار ورفض التصديق على تنفيذ الخطة ،رفض السوريون حضور مؤتمر جنيف قبل فض الإشتباك على الجبهات القتال ، كما رفضوا إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ، بينما وافق السادات على حضورالمؤتمر الذى شهد أول مفاوضات سياسية مباشرة بين العرب وإسرائيل والجيش الثالث المصرى محاصر ، ومدينة السويس محاصرة ،حقق مؤتمر جنيف مكسبا هاما لإسرائيل تمثل فى حدوث أول لقاء سياسى مباشر وعلنى بين العرب و إسرائيل ، كما تم من خلاله عزل الدور السوفيتى فى تسوية الصراع ، كما زاد من الخلافات بين مصر وسوريا ، وأدى إلى توجس الفلسطينيين مما يتم خلف ظهورهم وفى قضية فى الأساس خاصة بهم وببلدهم المحتل ، مرة أخرى يعود كيسنجر إلى مصر لمقابلة الرئيس السادات فى إستراحته بأسوان ،وفى 18 يناير 1974 يتم الإتفاق على بنود اتفاقية فك الإشتباك الأول على الجبهة المصرية ، حيث تم سحب كل القوات المصرية والأسلحة المصرية التى عبرت إلى سيناء ماعدا 7000جندى ، و30 دبابة ، وبالنسبة للمدفعية والصواريخ تم الاتفاق على الا توجد قطع مدفعية باستثناء مدافع مضادة للدبابات ومدافع مورتار وما لايزيد عن 6 بطاريات من مدافع هاوتزر طراز 122مللم ،وبحيث لايزيد مداها عن 12 كم ، وفيما يتعلق بالطيران تم الاتفاق على الا تكون لدى أى طرف أسلحة قادرة على إعاقة قيام كل طرف بالطيران فوق مواقع قواته ، وألا تقاممواقع صواريخ ثابتة فى كل مكان ، كان هذا الاتفاق هو السبب الذى دعا الفريق الجمسىللبكاء على رؤوس الأشهاد من إسرائيليين ومصريين وأمريكيين فى إجتماع الوفود فى فندق كتراكت القديم فى أسوان ، وكان تعليقه ( لقد عبرنا إلى هناك بقوة جيشين ، 150 ألف رجل و1200 دبابة و 2000 قطعة مدفعية ، والأن هل يعقل ألا أستبقى من كل هذه القوات إلا هذا ) ، فى نفس الوقت وقبل أن يسافر كيسنجر طلب من الرئيس السادات مرة أخرى أنيبذل مساعيه لرفع الحظر البترولى العربى عن الولايات المتحدة ، كما طلب منه أن يسرع فى تعمير مدن القناة وإعادة سكانها المهجرين كدليل على حسن النوايا تجاه إسرائيل،وعدم إستعداد مصر لإستئناف القتال مرة أخرى ضد إسرائيل ، وليؤكد للإسرائيليين أجواءالسلام ،وكأن كل ما حصل عليه كيسنجر وما حصلت عليه إسرائيل من تنازلات لم يكن كافى للطمأنينة ، حتى بعد تبديد جهود الأمة العربية والشعب المصرى الذى حقق معجزة العبور، لينتهى الأمر بموافقة السادات على 30 دبابة و 6 بطاريات مدفعية و7000 جندى لحمايةالنصر العظيم ، وفى 18 مارس 1974 وإثر ضغوط الرئيس السادات على الدول العربية خاصة السعودية تم رفع الحظر البترولى العربى على الولايات المتحدة ، ووافق الرئيس السورى حافظ الأسد مضطرا على ذلك مقابل أن يتم فك الإشتباك على الجبهة السورية ، وهو ماتحقق فعلا فى 31 مايو 1974 ، أستقالت جولدا مائير من رئاسة الوزراء فى إسرائيل ،وتولى خلفا لها الرئاسة إسحاق رابين وفى أول زيارة له إلى واشنطن عقب توليه منصبه ،طلب أن يتم فصل عملية التسوية على الجبهتين المصرية و السورية عن بعضهما ، فإسرائيل تسعى للإستفادة من مرونة الرئيس السادات ، والوصول معه لمعاهدة سلام منفردة ، بعيداعن المسار السورى ، وترى أن الظروف مواتية لذلك ، لذا فهى تطلب من الإدارةالأمريكية فصل المسارين ، ويستأنف كيسنجر رحلاته المكوكية إلى المنطقة ، ويواصل الحصول على تنازلات لصالح إسرائيل على حساب الحقوق العربية ، وفى22 سبتمبر 1975 يتم التوقيع على إتفاق فك الإشتباك الثانى على الجبهة المصرية ، والذى جاء أشد وطأة من الإتفاق الأول لفك الإشتباك ، حيث تعهد فيه الرئيس السادات بقبول صلح منفرد بين مصروإسرائيل ، كما تعهد بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لإخراج الاتحادالسوفيتى من أفريقيا وليس من العالم العربى وحده ، وفيما يتعلق بقضية فلسطين ،فإن الرئيس السادات قبل منطق ألا تعترف إسرائيل و لا تتصل بمنظمة التحرير الفلسطينية ،إلا إذا قامت المنظمة بالإعتراف مسبقا بقرارى مجلس الأمن 242 و383 ، وهو مايعنى أن الفلسطينيين سيتخلوا عن مطالبهم التاريخية فى كامل أرض فلسطين ، ويتفاوضوا على حدود 1967 فقط ، كما تعهد السادات أن تمتنع مصر عن أى أعمال عسكرية أو شبه عسكرية فى تعاملاتها مع إسرائيل ، أن يبدأ تقليص المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل تدريجيا ،بوصول القوات الإسرائيلية إلى المرتفعات الشرقية لمضايق سيناء ، أبلغ رابين وزير الخارجية الأمريكى كيسنجر أن إسرائيل لن تنسحب خطوة أخرى واحدة للوراء إلا بتوقيع معاهدة سلام كاملة بينها وبين مصر ، وقد أصبح الطريق أمامها ممهدا لذلك لأن رهان الرئيس السادات على الحل السلمى وعلى أن 99 % من أوراق اللعبة بيد الولايات المتحدة الأمريكية ، لم يترك أمامه بديلا أخر ، والمؤسف أن رهانات الرئيس السادات لم تؤثرفقط على مصر ، بل أضاعت فرص الوصول لتسوية شاملة ونهائية للصراع العربى الإسرائيلى على كل الجبهات ، فى يوم 16 ديسمبر 1973 حمل كيسنجر من الرئيس السادات رسالة إلى جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل جاء فيها ( عندما أتكلم عن السلام الأن فأنا أعنىما أقول ، إننا لم نتقابل من قبل ، ولكن لدينا الأن جهود الدكتور كيسنجر ، فدعينا فى هذه الأوقات نستخدم هذه الجهود ونتحدث إلى بعضنا من خلاله )
قالت جولدا مائير لكيسنجر تعليقا على ذلك وعلى موافقة السادات على نقاطها الست ، ( هذا شئ طيب ، لكن ما أستغربه هو لماذا يفعل ذلك ؟ ) ، كان تحليل كيسنجر أنه لا يستطيع أن يفهم حتى الأن لماذا لا يستخدم السادات كل عناصر القوة فى موقفه لكى يرغمكم على الإنسحاب حتى خطوط 4 يونيو 1967 ، وحتى إذا قرر إستئناف القتال ، فالموقف الدولى كله معه وسيلقى باللوم على إسرائيل ، وفسر كيسنجر الأمر أن الرئيس السادات وقع ضحية للضعف الإنسانى، أنه متشوق أن يرى نفسه وبسرعة سائرا فى موكب نصر فى سيارة مكشوفة عبر مدينة السويس ، وألاف الناس على الجانبين يصفقون له كمنتصر ، وبعد مرور كل هذه السنوات ،على حرب أكتوبر 1973، مازال السؤال معلقا ( لماذا فعل السادات
ذلك ؟!)
ربما ندرك بعد قراءة هذه الدراسة التى جمعت فيها معلومات وتصريحات ومحاضر ووثائق عن مرحلتى الحرب والمفاوضات حتى إتفاقية فك الإشتباك الثانية
كم كان الرئيس أنورالسادات عبقريا
وكم كان سابقا لعصره
ولا حول و لا قوة إلابالله
*****************************

بقلم : عمروصابح
الفئة: حقيقة اعداء ناصر | أضاف: gamal
مشاهده: 606 | تحميلات: 0 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
طريقة الدخول
بحث
أصدقاء الموقع
  • إنشاء موقع مجاني
  • منتدى الدعم والمساعدة
  • افضل 100 موقع
  • Facebook
  • Twitter
  • مقالات تقنية
  • Copyright MyCorp © 2024استضافة مجانية - uCoz