الاسرائيليون يؤكدون: حرب الاستنزاف هي اصعب الحروب التي خضناها
حرب الاستنزاف بين مصر واسرائيل، التي يطلق عليها بعض الاسرائيليين حرب
الالف يوم والالف قتيل، في اشارة الى استمرار الحرب لثلاث سنوات تقريبا،
وسقوط 1000 قتيل اسرائيلي فيها. وهي الحر ب التي شكلت اول مثال عملي في
كيفية مواجهة جيش متفوق عسكريا واستراتيجيا. ويقول العديد من الخبراء
العسكريين ان حرب الاستنزاف كانت هي الملهم والنموذج المطبق من جانب
حزب الله اللبناني وحركة حماس. ويصف باحث اسرائيلي حرب الاستنزاف التي سقط
فيها 721 قتيلا اسرائيليا بانها لم تكن حربا مصيرية بالنسبة لاسرائيل مثل
حرب 1948، ولم تكن حربا سهلة على اسرائيل مثل حرب يونيو 1967، ولم تكن حربا
قاسية مثل حرب 1973. وانما هي حرب وسط بين ذلك كله. ولكن كثيرا من
العسكريين الاسرائيليين الذين خاضوها يصفونها بانها من اقسى الحروب التي
شهدها الجيش الاسرائيلي. وينفي الشاعر الاسرائيلي حاييم جوري سقوط حرب
الاستنزاف من الذاكرة الاسرائيلية، ويقول ان تلك الحرب كانت من اقسى الحروب
على استقلال اسرائيل، وكانت من اصعب الحروب التي خاضها الجيش الاسرائيلي.
ويضيف جوري: "حقا ان حرب الاستنزاف كانت حربا بينية، بين حروب اخرى، ولكن
الجيل الذي خاض هذه الحرب وكان على خط المواجهة يعلم جيدا ان هذه الحرب
كانت صعبة جدا ومختلفة عما شهده الجيش الاسرائيلي. وقبل حرب اكتوبر 1973
سألت العميد الراحل دان لينر، الذي يعد من ابطال قوات البالماخ في حرب 1948
واحد ابرز قادة الجيش الاسرائيلي الذين شاركوا في كل حروب اسرائيل، ما هي
اصعب حرب شاركت بها؟ فاجابني على الفور: "انها حرب الاستنزاف”.
|